القائمة الرئيسية

الصفحات

أول تعليق من الأزهر على قراءة القرآن في عزاء مسيحي

قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه لا مانع شرعًا من قراءة القرآن الكريم في عزاء غير المسلمين إن طلبوا ذلك بشرط ألا يتهكم أحد من الحاضرين على كلام الله تعالى وأن يوقره.

وأضاف «الجندي» لـ«صدى البلد» في تعليقه «على الصورة التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر بها الشيخ نزيه متولي، مقرئ منطقة شبرا، وإمام وخطيب مسجد نور الاسلام وهو يقرأ آيات من سورة مريم في سرادق عزاء «منير كامل»، شقيق صديقه القبطي «ميجو» بعد حادث تفجير الكنيسة البطرسية بيومين فقط»: «أنه لا مانع من ذلك شرعًا لطالما دُعي إلى تلاوة القرآن ويخشع الحاضرون أثناء تلاوته.

وأشار المفكر الإسلامي، إلى أنه على القارئ أن يختار آيات فيها عظة وتؤكد البر والتلاحم والتعايش مع الآخر، الذي أمر به الإسلام، مؤكدًا أن لك يعد مندوبا شرعًا ليستمع غير المسلم إلى سماحة الدين وتصحيح الصورة التي شوهتها الجماعات الإرهابية المتطرفة.

وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن تقديم العزاء لغير المسلمين جائز شرعًا وأمر مطلوب لأنه نوع من البر والإحسان والمواساة والمودة التي ذكرها الله تعالى في قوله: «لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» [الممتحنة: 8].

ولفت إلى أن الإسلام شرع أحكامًا كثيرة تدل على رسالته في التعايش مع الآخر ونبذ التفرق، مؤكدًا أن الإسلام ليس بِدِين الانغلاق المفضي إلى الانعزال والتخلف، بل هو نَسَقٌ ربانيٌّ متكامل للبشرية عمومًا على اختلاف الأماكن والألوان والنوع.

وتابع: أنه من صور التشريعات التي تؤكِّد مبدأ التعايش مع الآخر في الإسلام ما شرعه من التعزية في غير المسلم ومواساة أهله وحثهم على الصبر، وللفقهاء تفصيل في حكم التعزية من حيث المُعزَّى والمُعزَّى فيه، ففي تعزية غير المسلم بغير المسلم يرى جمهور الفقهاء أنها جائزة، وعلى ذلك الحنفية والشافعية، وهو قول لمالك، وإحدى روايات المذهب الحنبلي، ومدرك هذا الرأي أن تعزية غير المسلمين تدخل في عموم البر الوارد في قوله تعالى: «لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» [الممتحنة: 8].

وألمح إلى أنه يستحب للمسلم أن يتخيَّر ألفاظ التعزية لأهل الميت ما يناسب حالهم، كحثهم على الصبر وتذكيرهم بأن هذه سنة الله في خلقه، بأن يقول: «عوَّضكم الله خيرًا، أو أخلفكم خيرًا ونحو ذلك». 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات